سياحة

تعرف على السياحة في العصور القديمة !!

إن لفظ السياحة لمفهومها الحالي هو لفظ حديث ولم يكن معروف في العصور القديمة، ولكن إن تجاوزنا ذلك وأخذنا لفظ السياحة وأردنا إطلاقه على السياحة في العصور القديمة سنجد أن الإنسان قديماً كان الانتقال وعدم الاستقرار في مكان ثابت من مميزات حياته ذلك لحاجته في البحث عن مصادر الكلأ والماء، ليتمكن من الاستمرار في الحياة لتعينه على تحمل طبيعة الحياة الصعبة التي كان يعيشها الإنسان قديماً، ثم بدأت حياة الإنسان بالتطور بعد اطمئنانه لتأمين وتوفر قوت يومه، مما أدى إلى استقراره في مكان واحد لفترة طويلة، ذلك أدى إلى بداية بروز ظاهرة تجمع الناس في مكان واحد يتوفر فيه عناصر أساسية تساعد على استمرارية الحياة.

من هنا بدأ الإنسان بالتنقل لأسباب أخرى بعد استقراره منها: الغزو على الآخرين للسيطرة على مصادر الحياة وحب التوسع في الأرض، ثم تطور الإنسان وبدأت تظهر أسباب ودوافع أخرى للتنقل منها: التعليم وكان التعليم مقتصراً على ركوب الخيل والمبارزة، ثم ظهر التنقل بدافع التجارة وتبادل السلع والمواد بين المناطق وخصوصاً بعد ظهور الدول والإمبراطوريات مثل الإمبراطورية اليونانية والرومانية، حيث بدأت الألعاب الأولمبية في اليونان وبدأ الناس بالانتقال للمشاركة وحضور هذه المهرجانات، كما ظهر في هذه الحقبة مجموعة من الرحالة الذين بدأوا بالتنقل بهدف اكتشاف الأرض وما عليها من شعوب وحضارات وثقافات أخرى، فكان من أشهر الرحالة في ذلك العصر هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي بدأ رحلاته بزيارة أثينا وجزر اليونان ثم انتقل إلى بلاد الشرق فزار فلسطين ومصر، وقد اهتم بدراسة جغرافية هذه البلاد وتاريخها ونظمها الاجتماعية وثقافتها وحضارتها.

وقصص الأنبياء كثيرة التي تبين تنقلات الأنبياء بين منطقة وأخرى مثل قصة سيدنا موسى عليه السلام عند خروجه من مصر مع إتباعه بعد اضطهاد فرعون وملاحقتهم… إلى غيرها من القصص التي ذكرت في القرآن الكريم وكتب الدين.

طالع ايضا : أهم المواقع السياحية في الأردن

كما أن العرب قبل الإسلام كانوا ينتقلون من مدينة لأخرى بقصد التجارة مثل أهل قريش الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم في سورة قريش” أيـــــــــــــــــــــــة 3

ثم جاء عصر الإسلام وكانت أول رحلة للمسلمين هي رحلة الرسول عليه الصلاة والسلام مع أبي بكر الصديق رضوان الله عليه من مكة إلى المدينة لنشر الدين الإسلامي ومن قبله أصحابه. كما ظهر في هذه الحقبة الانتقال لأهداف دينية سواء قبل الإسلام أو بعده.

ومن الرحالة العرب المشهورين في التاريخ هو ابن بطوطة الذي قام بوصف رحلاته في كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، وروسيا، وإيران، والهند، والصين ثم زار الأندلس والسودان.

ومن الرحالة الأوروبيين ماركو بولو الرحالة الايطالي الذي قام برحلته في القرن الرابع عشر في القارة الأسيوية. وفاسكودى جاما الملاح البرتغالي الذي قام برحلته المشهورة إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح وكان ذلك في القرن الخامس عشر. كذلك الرحال المعروف كريستوفر كولومبو الذي قام برحلته الشهيرة عبر البحر (المحيط الأطلسي) اكتشف فيها ما يعرف اليوم بأمريكا وكان ذلك في عام 1492.

وفي القرن السادس عشر كان هناك رحلة الملاح البرتغالي ما جلان حول العالم.

نرى من خلال استعراضنا لبعض من الرحالة العرب والأوروبيون بأنهم سا هموا كثيراً في اكتشاف الإنسان للأرض وإلى غيره من الشعوب التي لم يكن يفكر أو يعتقد بوجودها، إلا أن هؤلاء الرحالة والمكتشفون قاموا برحلاتهم ووصفوا ما كانوا يشاهدونه في رحلاتهم من أوصاف البشر والعادات والتقاليد والحضارات، ووصف الطرق وجغرافية الأرض. هذا كله أدى إلى تطور الإنسان في تفكيره وطريقة معيشته ونظرته إلى العالم.

ونستطيع القول بأن منطقة الأردن كانت من المناطق النشطة والزاخرة بحركة المسافرين وخصوصاً في فترة الحكم الأموي والعباسي، حيث قاموا بإنشاء بعض القصور في الصحراء مثل قصر عمره والمشتى، التي استخدمت كاستراحات لهم عند سفرهم. وهي ما تزال أثارها باقية حتى يومنا هذا.

بعد استعراضنا لتاريخ السياحة (مجازاً) في العصور القديمة، نجد أنها تركز في تحقيق أهداف واضحة كانت طبيعة حياة الإنسان والظروف التي كان يعيش فيها تحكم طريقة تحقيق هذه الأهداف وطبيعتها وهي: البحث عن سبل العيش الممكنة والغزو وتعلم فنون القتال. والاستكشاف للأرض والإنسان وعادات وثقافات الشعوب الأخرى، ولأسباب دينية ورياضية.

مواضيع قد تعجبك : أنواع البيوفيدباك Types of Biofeedback

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *